قطرات الندى المنسية
(¯`·._.·( قطرات الندي المنسية)·._.·°¯)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
----------------------------------------------------------
"¨°°o°°¨]§[° زوارنا الكرام°]§[¨°°o°°¨"
أسعدنا تواجدك بيننا على أمل أن تستمتع وتستفيد
وننتظر مشاركاتك وتفاعلك فمرحباً بك بين إخوانك وأخواتك
ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والتميز
شرفتونا زوارنا الكرام اتمنا التسجيل في المنتدي(قطرات الندي المنسية)


ndeem2011@hotmail.com
قطرات الندى المنسية
(¯`·._.·( قطرات الندي المنسية)·._.·°¯)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
----------------------------------------------------------
"¨°°o°°¨]§[° زوارنا الكرام°]§[¨°°o°°¨"
أسعدنا تواجدك بيننا على أمل أن تستمتع وتستفيد
وننتظر مشاركاتك وتفاعلك فمرحباً بك بين إخوانك وأخواتك
ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والتميز
شرفتونا زوارنا الكرام اتمنا التسجيل في المنتدي(قطرات الندي المنسية)


ndeem2011@hotmail.com
قطرات الندى المنسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قطرات الندى المنسية

(¯`·._.·(مملكة الفرات)·._.·°¯) &(¯`·._.·( قطرات الندي المنسية)·._.·°¯)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1)

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو الطيب




عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 15/02/2011
العمر : 55

الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1) Empty
مُساهمةموضوع: الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1)   الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1) Emptyالسبت فبراير 26, 2011 5:50 pm

الأخلاق النبوية
في الصراعات السياسية والعسكرية

الجزء الاول

المبحث الأول
الحوار لا الصدام
المطلب الأول : الحوار مظهر من مظاهر الرحمة :

إن تقديم لغة الحوار على أسلوب الصدام، حقنًا للدماء وتغليب العقل على العنف، يعد من مظاهر الرحمة في شخصية النبي- صلى الله عليه وسلم - ، الذي ضرب المثل الأعلى في ميدان الحوار والتفاوض، كما ضرب المثل الأعلى في القتال والزود عن حياض الدين والوطن.


إنّ الإسلام هو دين الحوار والاعتراف بالآخر، وهو شريعة تطوير القواسم المشتركة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وإيجاد السّبل الكفيلة بتحقيق ذلك بما يساعد على العيش بسلام وأمن وطمأنينة، ويحفظ الإنسان من أن يحيا حياة الإبعاد والإقصاء ونكران الآخر. لهذا أمر الإسلام بالحوار والدّعوة بالتي هي أحسن، وسلوك الأساليب الحسنة ، والطّرق السليمة في مخاطبة الآخر. قال تعالى: { ادْعُ إِلِىَ سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }

على هذه الأسس يرسي القرآن الكريم قواعد الحوار في الإسلام على أساس الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، إنه منهج حضاري متكامل في ترسيخ مبادئ الحوار بين الشعوب والأمم . " ومن الملاحظ على التعبير القرآني المعجز في الآية : أنه اكتفى في الموعظة بأن تكون(حسنة)، ولكنه لم يكتف في الجدال إلا أن يكون بالتي هي( أحسن). لأن الموعظة ـ غالباً ـ تكون مع الموافقين، أما الجدال فيكون ـ عادة ـ مع المخالفين؛ لهذا وجب أن يكون بالتي هي أحسن . على معنى أنه لو كانت هناك للجدال والحوار طريقتان: طريقة حسنة وجيدة ، وطريقة أحسن منها وأجود، كان المسلم الداعية مأموراً أن يحاور مخالفيه بالطريقة التي هي أحسن وأجود

ولذلك قال الله تعالى أيضا : { وَلاَ تُجَادِلُوَاْ أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاّ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاّ الّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُوَاْ آمَنّا بِالّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلََهُنَا وَإِلََهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ] [العنكبوت: 46]

فالحوار ممكن لأنّ هناك قواسم مشتركة ، وهناك مجال للتّفاهم والتّقارب ، وهي الإيمان بما أُنزل على المسلمين وغيرهم ، فالمصدر واحد وهو الله . فليتعارفوا وليعرفوا بعضهم ، ومن ثم فليتقاربوا وليتعاونوا على ما هو صالح لهم جميعا. فالقرآن يعطينا أسلوب بدء اللّقاء والحوار ، وكيف نستغلّ نقط التّلاقي بين المتحاورين .فيبيّن الأصول التي يمكن الاتّفاق عليها ويركّز على ذلك فيقول : { قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىَ كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنّا مُسْلِمُونَ ] [عمران:64 ]


ويبيّن الإسلام نوع العلاقة التي يجب أن تسود المسلمين وغيرهم .. إنّها علاقة التّعاون والإحسان والبرّ والعدل . فهذا هو الحوار الحضاري والعلاقة السامية ، قال تعالى: { لاّ يَنْهَاكُمُ اللّهُ عَنِ الّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرّوهُمْ وَتُقْسِطُوَاْ إِلَيْهِمْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ } [ الممتحنة: 8]

" وتلك القاعدة في معاملة غير المسلمين هي أعدل القواعد التي تتفق مع طبيعة هذا الدين ووجهته ونظرته إلى الحياة الإنسانية، بل نظرته الكلية لهذا الوجود"


ومن ثم يتبين للباحث مدى الرحمة الواسعة التي منحها الإسلام ورسول الإسلام، للبشر المخالفين للإسلام، فقرر أن الشرع أن التعامل يكون بالحوار، والدعوة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، ويخص الإسلام أهل الكتاب بهذا الفضل، فهم أهل كتاب، وأخوة في الإنسانية، فالإسلام لا ينهانا أن نبر ونحسن إلى اليهود والنصارى ما داموا لم يقاتلون المسلمين في الدين ولم يخرجوا المسلمين من ديارهم، ونداء المسلم دائمًا لأهل الكتاب أن "تَعَالَوْاْ إِلَىَ كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ" .


المطلب الثاني : الإسلام يرفض المركزية الحضارية :

ونعتقد مع ذلك أن الإسلام كدين وحضارة عندما يدعو إلى الحوار مع الآخر.. ينكر (المركزية الحضارية) التي تريد العالم حضارة واحدة مهيمنة ومتحكمة في الأنماط والتكتلات الحضارية الأخرى، فالإسلام يريد العالم (منتدى حضارات) متعدد الأطراف، يريد الإسلامُ لهذه الحضارات المتعددة أن تتفاعل وتتساند؛ في كل ما هو مشترك إنساني عام . وإذا كان الإسلام ديناً عالمياً وخاتم الأديان، فإنه في روح دعوته وجوهر رسالته لا يرمي إلى (المركزية الدينية) التي تجبر العالم على التمسك بدين واحد.. إنه ينكر هذا القسر عندما يرى في تعددية الشرائع الدينية سنة من سنن الله تعالى في الكون، قال تعالى: { لِكُلّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً وَلََكِن لّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَىَ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } [المائدة:48] .وقال أيضاً: { وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ] [هود: الآية 118 }

إن دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحوار مع باقي الدول والحضارات تنبع من رؤيته في التعامل مع غير المسلمين الذين يؤمنون برسالتهم السماوية، فعقيدة المسلم لا تكتمل إلا إذا آمن بالرسل جميعاً: قال تعالى:
" آمَنَ الرّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رّبّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" [ البقرة : الآية 285]

لقد حمل نبي الرحمة- صلى الله عليه وسلم - وأتباعه قيم الإسلام العليا ومثله السامية وأخذوا في نشرها في كل أرجاء الدنيا، دون إجبار الناس عليها، وبدأت عملية التفاعل بين الحضارة الإسلامية والحضارات الأوربية والمصرية والفارسية والهندية. فلم يلغ الإسلام الحضارة المصرية إنما جودها، ولم يلغ الإسلام حضارة الهند إنما هذبها ، ونقى الحضارات من خبيث العقائد والأفكار، وجلى الطيب النافع من الموروثات والثقافات القديمة .

ومع مرور الزمن وانصرام القرون نتجت حضارة إسلامية جديدة أسهمت في إنضاجها مكونات حضارات الشعوب والأمم التي دخلت في الإسلام، فاغتنت الحضارة الإسلامية بكل ذلك عن طريق الحوار والتفاعل، وكانت هي بدورها فيما بعد عندما استيقظت أوروبا من سباتها وأخذت تستعد للنهوض مكوناً حضارياً ذا بال أمدّ الحضارة الأوروبية الغربية بما تزخر به من علوم وقيم وعطاء حضاري متنوع




الشيء نفسه يمكن قوله عن الحضارة الغربية التي لم تظهر فجأة، بل تكونت خلال قرون كثيرة حتى بلغت أوجها في عصرنا الحاضر وذلك نتيجة التفاعل الحضاري مع حضارات أخرى هيلينية ورومانية وغيرها، وبفعل التراكم التاريخي وعمليات متفاعلة من التأثر والتأثير خلال التاريخ الإنساني الحديث. إن أكبر دليل على أن الحضارة الإسلامية لم تسع في أي وقت من الأوقات إلى التصادم مع الحضارة الغربية، هو أن العرب والمسلمين لم يضعوا في أي زمن من الأزمان صوب أهدافهم القضاء على خصوصيات الحضارة الغربية وهويتها الحضارية .


المطلب الثالث : نماذج عملية من سيرة النبي- صلى الله عليه وسلم - :

إليك هذه النماذج الطيبة من سيرة النبي ، والتي تبين كيف كان النبي يحاور الحضارات والأمم الأخرى، يدعوها إلى كلمة سواء .
فبعدما عقد النبي - صلى الله عليه وسلم -هدنة بينه وبين مشركي مكة الذين حاربوه على مدار ثمانية عشر عاماً ـ أو أكثر ـ، استغل النبي - صلى الله عليه وسلم -هذه الهدنة في مراسلة زعماء وأمراء وملوك العالم ..للحوار والتواصل والتعريف بدعوة الإسلام.. مركزاً في خطاباته على قيم السلام وحرية الاعتقاد، نرى ذلك جلياً في محتوى هذه الرسائل ..
هذا، ولنتأمل أحد هذه النماذج المشرقة، ولتكن رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الملك المقوقس .. فكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جُرَيْج بن مَتَّي الملقب بالمُقَوْقِس ملك مصر والإسكندرية، رسالة نصها :

"بسم الله الرحمن الرحيم .. من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط.. سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم أهل القبط، { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } ".
واختار لحمل هذا الخطاب الصحابي المتحدث حاطب بن أبي بَلْتَعَة - رضي الله عنه -.
وجدير بنا أن نذكر كلام حاطب - رضي الله عنه - للمقوقس حتى يعرف الغرب أن هذه البعوث كانت تعرف هدفها جيداً كما أنها بلغت حداً من الفقه والحصافة يستحق الإعجاب البالغ.
قال حاطب: إن هذا النبي دعا الناس، فكان أشدهم عليه قريش، وأعداهم له اليهود، وأقربهم منه النصارى، ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد، وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل ..وكل نبي أدرك قوماً فهم أمته، فحق عليهم أن يطيعوه، وأنت ممن أدرك هذا النبي، ولسنا ننهاك عن دين المسيح ولكننا نأمرك به!
فقال المقوقس : إني قد نظرت في أمر هذا النبي، فوجدته لا يأمر بمزهود فيه . ولا ينهي عن مرغوب فيه، ولم أجده بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والإخبار بالنجوي، وسأنظر .
وأخذ كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعله في حُقِّ من عاج، وختم عليه، ودفعه إلى جارية له، ثم دعا كاتباً له يكتب بالعربية، فكتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - :

بسم الله الرحمن الرحيم . لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد : فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي، وكنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين، لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديت بغلة لتركبها، والسلام عليك".
ولم يزد على هذا ولم يسلم، فتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -مارية، فأنجبت له طفل ـ سماه إبراهيم، تقديراً وتشريفاً لأبي الأنبياء ـ عليه السلام ـ ، أما سيرين، فقد تزوجها الشاعر حسان بن ثابت - رضي الله عنه -.
"تلك مُثلٌ لرسائله إلى رجالات النصرانية ومواقفهم منها. وقد ساق النبي كذلك مبعوثيه إلى رؤساء المجوسية يدعونهم إلى الله، ويحدثونهم عن الدين الذي لو تبعوه نقلهم من الغي إلى الرشاد.. وقد تفاوتت ردودهم، بين العنف واللطف والإيمان والكفر"..
و النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك أول من نادى بالحوار بين الحضارات والدول، في سبيل نشر قيم سامية .. ومارس هذا الحوار كما رأيت بمستوى عال من الأدب وحسن الخلق واحترام الرأي الآخر.
ولقد أرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - الكثير من الرسل والسفراء - يدعوهم إلى الإسلام - ولتحقيق مثل هذا الحوار بينه وبين الأمم والحضارات الأخرى وملوك وزعماء العالم :

(1) فبعث الصحابي الفاضل دحية بن خليفة الكلبي - وكان أنيقًا وسيمًا -، إلى قيصر ملك الرومان، واسمه هرقل.

(2) وبعث الصحابي المناضل عبد الله بن حذافة السهمي - وكان راسخ الفكر والإيمان متحدثًا بليغًا - إلى كسرى ابرويز بن هرمز، ملك الفرس.


(3) وبعث الصحابي الجليل عمرو بن أمية الضمري - وكان لبقًا ذكيًا-، إلى النجاشي ملك الحبشة، ثم بعثه النبي- صلى الله عليه وسلم - مرة أخرى إلى مُسَيْلِمَةَ الْكَذّابِ مدعي النبوة المشهور ، برسالة، وَكَتَبَ إلَيْهِ بِكِتَابٍ آخَرَ مَعَ السّائِبِ بْنِ الْعَوّامِ أَخِي الزّبَيْرِ فَلَمْ يُسْلِمْ .

(4) وبعث - فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ - الصحابي القائد عمرو بن العاص - داهية العرب -؛ إلى جَيْفَرٍ وَعَبْدِ اللّهِ ابْنَيْ الجُلَنْدَى الْأَزْدِيّيْنِ ، ملكي عمان.

(5) وبعث الصحابي الجليل سليط بن عمرو إلى هوذة ابن علي، الملك على اليمامة، وإلى ثمامة بن أثال، الحنفيين.

(6) وبعث الصحابي الجليل الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيّ إلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى الْعَبْدِيّ مَلِكِ الْبَحْرَيْنِ.

(7) وبعث الصحابي الجليل شجاع بن وهب الأسدي، من أسد خزيمة، إلى الحارث ابن أبي شمر الغساني، وابن عمه جبلة بن الأيهم، ملكي البلقاء من عمال دمشق للرومان.

(8) وبعث الصحابي الجليل الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبِي أُمَيّةَ الْمَخْزُومِيّ إلَى الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ الْحِمْيَرِيّ أحد زعماء اليمن، وقال : سأنظر .

(9) وبعث العلامة الفقيه معاذ بن جبل إلى جملة اليمن، داعياً إلى الإسلام، فأسلم جميع ملوكهم، كذى الكلاع وذي ظليم وذي زرود وذي مران وغيرهم.

(10) وَبَعَثَ الصحابي الجليل جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ الْبَجَلِيّ، إلَى ذِي الْكَلاعِ الْحِمْيَرِيّ وَذِي عَمْرٍو يَدْعُوهُمَا إلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَا وَتُوُفّيَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَرِيرٌ عِنْدَهُمْ.

(11) وَبَعَثَ الصحابي الجليل عَيّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيّ برسالة إلَى الْحَارِثِ وَمَسْرُوحٍ وَنُعَيْمٍ بَنِي عَبْدِ كُلَالٍ زعماء من حِمْيَرَ .

(12) وَبَعَثَ إلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو الْجُذَامِيّ يَدْعُوهُ إلَى الْإِسْلَامِ .وكَانَ فَرْوَةُ عَامِلًا لِقَيْصَرَ بِمَعَانَ فَأَسْلَمَ وَكَتَبَ إلَى النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بِإِسْلَامِهِ وَبَعَثَ إلَيْهِ هَدِيّةً مَعَ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ وَهِيَ بَغْلَةٌ شَهْبَاءُ وَفَرَسٌ وَحِمَارٌ وَبَعَثَ أَثْوَابًا وَقَبَاءً مِنْ سُنْدُسٍ مُخَوّصٍ بِالذّهَبِ فَقَبِلَ - صلى الله عليه وسلم - هَدِيّتَهُ وَوَهَبَ لِمَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيّةً وَنِشًا .

وأسلم سائر الملوك والأمراء الذين ذكرنا ، وأسلم قومهم، حاشا قيصر والمقومقس وهذوة وكسرى والحارث بن أبي شمر .. وتأخر إسلام ثمامة بن أثال، ثم أسلم مختاراً بعد ذلك.
وهكذا، أحدث الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا الحوار البناء بين أمة الإسلام والأمم الأخرى في شتى بقاع العالم .. وتواصل مع قيادات ورموز العالم آن ذاك.. فمنهم من تجاوب وتناقش، ومنهم من تعامل مع رسل النبي بوقاحة، كما فعل كسرى ..

وهذا مظهر فريد من مظاهر الرحمة في شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد قدم الحوار على الصدام في تعامله مع الأمم الأخرى لاسيما المخالفة للإسلام، وراسل النبي - صلى الله عليه وسلم - زعماء وأمراء وملوك العالم؛ برسائل على مستوى عال من التحضر والذوق الرفيع، لتعريفهم بدعوة الإسلام وغايته. فحقن الدماء وأعلى من شأن الحوار والتبادل العلمي والثقافي ، حتى استفادت أوربا من الحضارة الإسلامية في بناء النهضة العلمية الأوربية الحديثة


المبحث الثاني
حرصه على نشر السلام

لمحمد- صلى الله عليه وسلم - الفضل الأعظم في نشر السلام في ربوع الجزيرة العربية، التي عاشت عدة قرون في حروب طاحنة ومعارك على أتفه الأسباب، وكثرت حروب "الفجار" التي انتهك أصحابها حرمة البلد الحرام.
وفي هذا المبحث نبين من خلال شهادات علماء الغرب والمواقف والأحداث؛ هذا المظهر من مظاهر الرحمة في شخصية محمد - صلى الله عليه وسلم -:

المطلب الأول : محمد- صلى الله عليه وسلم - رجل السلام:

يقول المفكر هنري ماسيه :
" إذا بحثنا عن محمد [- صلى الله عليه وسلم -]إجمالياً نجده ذا مزاج عصبي، و فكر، دائم التفكير، ونفس باطنها حزن ، وأما مداركه فهي تمثل شخصاً يعتقد بإله واحد ، وبوجود حياة أخرى ، ويتصف بالرحمة الخالصة ، والحزم في الرأي والاعتقاد ، ويضاف إليه أنه رجل حكومة ، وأحياناً رجل سياسة وحرب ، ولكنه لم يكن ثائراً بل كان مسالماً " .
ووصف جورج بروك الإسلام بأنه : " دين السلام والمحبة بين البشر ".

وقال عنه المفكر الأيرلندي برناردشو: " إنه دين التعاون والسلام والعدالة في ظل شريعة محكمة لم تدع أمراً من أمور الدنيا إلا رسمته ووزنته بميزان لا يخطئ أبداً" .
إن إقرار السلام في منطة الجزيرة العربية الذي حققه محمد - صلى الله عليه وسلم - يعد بحق مظهراً مهماً من مظاهر الرحمة، فقد شهدت الجزيرة العربية في عهد محمد - صلى الله عليه وسلم - عدة معاهدات سلمية، مما يبين فضل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نشر ثقافة السلام بين العرب بعد قرون طويلة من الجاهلية والحروب الأهلية، وفضله في حقن الدماء وحفظ الأعراض والمقدسات، التي كانت منتهكة في عصور الجاهلية .. ولم تحدث أي حروب أهلية - في الجزيرة العربية - بعد ظهور محمد - صلى الله عليه وسلم - وتسلمه زمام قيادة العرب .


المطلب الثاني : نموذج في حادث بناء الكعبة :

لما بلغ محمد - صلى الله عليه وسلم - من عمره الخامسة والثلاثين - أي قبل بعثتة بخمس سنين -، تعرضت الكعبة للهدم ، بسبب سيل عرم انحدر إلى البيت الحرام، فأوشكت الكعبة منه على الانهيار، فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها حرصًا على مكانتها، فعمدت قريش إلى بنائها، فلما تنازع القرشيون فيما بينهم من الذي يضع الحجر الأسود في مكانه ، واختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه، واستمر النزاع أربع ليال أو خمسًا، واشتد حتى كاد يتحول إلى حرب ضروس في أرض الحرم، إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومى عرض عليهم أن يحكَّموا فيما شجر بينهم أول داخل عليهم من باب المسجد، فارتضوه، وشاء الله أن يكون ذلك محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فلما رأوه قالوا : هذا الأمين، قد رضينا به هذا محمد، فلما انتهى إليهم، وأخبروه الخبر طلب رداء فوضع الحجر وسطه وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعًا بأطراف الرداء، وأمرهم أن يرفعوه، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في مكانه..
وهذا حل حكيم من رجل حكيم تراضت قريش بحكمه.
ولقد راح المفكرون والعلماء، يعلقون على هذا الحادث بتعليقات مليئة بالتقدير والإعجاب لهذه الشعلة العبقرية التي تحاول في حرص شديد دائم على تحقيق الأمن والسلم بين الناس ، وعن نجاح محمد - صلى الله عليه وسلم - من تفهم الموقف بسرعة عظيمة، والتوسل بهذه الحيلة البريئة وإرضاء زعماء قريش جميعاً..

فقد استرعت هذه الحادثة انتباه الباحث الألماني أغسطينوس موللر ( 1148- 1894)، فتوقف عندها ملياً ، في كتابه "الإسلام "، وتعرض لسياسة النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا المقام وأنه "أدهش قريشاً بسياسته الرشيدة ".
كما توقف الأب هنري لامنس عند هذه الحادثة فقال :
" لما اختلفت قريش في قضية بناء الكعبة ، وأي فخذ منها يجب أن يعهد إليه بوضع الحجر الأسود في مكانه ، وكادوا يقتتلون ، فاتفقوا على أن يعهدوا بذلك إلى محمد بن عبد الله الهاشمي[- صلى الله عليه وسلم -]، قائلين : هذا هو الأمين ! ".
ولقد ربط المستشرق "أرثر جيلمان" بين هذه الحادثة التي منعت اقتتال القبائل العربية، وبين المرحلة التالية لبدء البعثة والوحي ، والتي تشكل مقدمة الدعوة الإسلامية، بقوله :
" لا بد أن يكون محمد [- صلى الله عليه وسلم -]قد تأثر بإعجاب القوم وتقديرهم العظيم بهذه الفكرة التي بسطت السلام بين مختلف القبائل ، ولايستبعد أن يكون محمد[- صلى الله عليه وسلم -] قد أخذ يحس بنفسه أنه من طينة أرقى من معاصريه ، وأنه يفوقهم جميعاً ذكاءً وعبقرية ، وأن الله قد اختاره لأمر عظيم .. !".


المطلب الثالث : نماذج المعاهدات مع القبائل المجاورة للمدينة :
فلقد عقد النبي - صلى الله عليه وسلم - في العام الثاني من الهجرة- المعاهدات مع القبائل المجاورة للمدينة لا سيما تلك القبائل التي كانت على الطريق التجاري المؤدي إلى الشام، وذلك من أجل أربعة أهداف :


الهدف الأول : تحييد هذه القبائل في قضية الصراع بين المسلمين والمشركين، وألا يكونوا يدًا مع المشركين على المسلمين .

الهدف الثاني : تأمين الحدود الخارجية للدولة .

الهدف الثالث : اعتراف هذه القبائل بدولة المسلمين

الهدف الرابع : تهيئة هذه القبائل لقبول الإسلام، والدخول فيه .

نماذج لهذه المعاهدات :
أولاً : مُوَادَعَةُ بَنِي ضَمْرَةَ

وَهُمْ بَطْنٌ مِنْ كِنَانَةَ وَكَانَ نص وثيقة الْمُوَادَعَةِ على النحو التالي :
"بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ . هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ لِبَنِي ضَمْرَةَ ، فَإِنّهُمْ آمِنُونَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأَنّ لَهُمْ النّصْرَ عَلَى مَنْ رَامَهُمْ -إلا أَنْ يُحَارِبُوا فِي دِينِ اللّهِ - مَا بَلّ بَحْرٌ صُوفَةً وَإِنّ النّبِيّ إذَا دَعَاهُمْ لِنَصْرِهِ أَجَابُوهُ، عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ ذِمّةُ اللّهِ وَذِمّةُ رَسُولِهِ، وَلَهُمْ النّصْرُ عَلَى مَنْ بَرّ مِنْهُمْ وَاتّقَى ." . وكانت هذه المعاهدة عقب أول غزوة للنبي وهي الأبواء أو ودان (في صفر 2هـ - أغسطس 623 هـ )

كما عقد النبي معاهدة مع بَنِي مُدْلِجٍ في ( جمادي الأولى 2هـ- نوفمبر 623 م) ، وكانت على نفس النحو من وثيقة بني ضمرة .

ثانيًا : مُوَادَعَةُ جهينة :

وهذه القبيلة تسكن منطقة العيص على ساحل البحر الأحمر، وكان نص هذه المعاهدة :
"إنهم آمنون على أنفسهم وأموالهم، وإن لهم النصر على من ظلمهم أو حاربهم إلا في الدين والأهل، ولأهل باديتهم من بر منهم واتقى ما لحاضرتهم".

وقد دلت هذه الوثائق على مقتضيات أخلاقية سامية، فنرى فيها الرسول القائد السمح - صلى الله عليه وسلم - يوادع هذه القبائل على النصرة المتبادلة في المعروف، ويضمن لهم النبي الأمن والأمان على الأموال والأنفس، ويظهر لهم النبي أخلاق الإحسان والصلة .


المطلب الرابع: نموذج في معركة الأحزاب :
ومن المواقف التي تدل على حرص محمد - صلى الله عليه وسلم - على السلام، ما حدث في معركة الأحزاب (في شوال 5 هـ\ مارس627م) ، حيث حاصر المشركون المدينة المنورة، فلما اشتد على المسلمين الحصار و البلاء بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلى عيينة بن حصن والحارث بن عوف المرى، وهما قائدا غطفان ـ في جيش الأحزاب ـ وعرض عليهما النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلث ثمار المدينة، على أن يرجعا بمن معهما عنه وعن أصحابه، فأحضر النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحيفة والدواة، وأحضر عثمان بن عفان فأعطاه الصحيفة، وهو يريد أن يكتب الصلح بينهما، وعباد بن بشر قائم على رأس النبي - صلى الله عليه وسلم -، مقنع في الحديد.. ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصلح، إلا المراوضة.فلما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يفعل ذلك بعث إلى سعد بن عبادة وسعد بن معاذ فذكر لهما ذلك، واستشارهما فيه .
فرفضا هذه الفكرة..
ونزل النبي - صلى الله عليه وسلم - على رأي الجماعة، فلم يتم هذا الصلح!
ولكن الشهاد في هذا الموقف، هو حرص النبي الدائم في تجنب الحل العسكري، قدر الإمكان.. وميله الدائم نحو الحل السلمي .


المطلب الخامس : نموذج معاهدة الحديبية:


لأول مرة تشهد الجزيرة العربية تلك المعاهدة المحمدية التي نادى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبرمها في ذي القعدة سنة ست من الهجرة (مارس628 م) ، وهي معاهدة صلح الحديبية.

رغم ما كان من بنود مجحفة بالمسلمين في هذا الصلح ..
وإن المتأمل لأحداث صلح الحديبية يتبين له إصرار النبي - صلى الله عليه وسلم - على تحقيق السلام، وأنه - صلى الله عليه وسلم - كان دائماً يجنح للسلم إن هيئت له أسباب إقامة السلام في أي وقت..
فعندما قصد رسول - صلى الله عليه وسلم - العمرة مع أصحابه، في العام السادس من الهجرة، أبت قريش أن تسمح للنبي وأصحابه بإداء عبادة العمرة، وهذا الفعل من القريشيين يعد جريمة كبرى في عرف العرب، إذ كيف يُصد عن البيت الحرام من جاء معظماً له !!
وعرفت قريش ضيق الموقف، فأسرعت إلى بعث سُهَيْل بن عمرو - متحدثًا رسميًا لها - للتفاوض مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حول عقد الصلح، وأكدت له أن يكون في شروط الصلح : أن يرجع عن مكة عامه هذا دون عمرة، ففي ذلك - كما يرى القرشيون - جرح لمشاعر المشركين بعدما انتصر عليهم المسلمون في معركة بدر انتصارًا ساحقًا ، وحتى لا تتحدث العرب أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة وأدى العمرة رغمًا عن المشركين -.
فأتاه سهيل بن عمرو، فلما رآه - صلى الله عليه وسلم - قال : " قد سهل لكم أمركم، أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل" ، فجاء سهيل فتكلم طويلاً، ثم اتفقا على قواعد الصلح، وهي هذه :

البند الأول : الرسول - صلى الله عليه وسلم -يرجع من عامه هذا، فلا يدخل مكة، وإذا كان العام القابل دخلها المسلمون فأقاموا بها ثلاثاً، معهم سلاح الراكب، السيوف في القُرُب، ولا يتعرض لهم بأي نوع من أنواع التعرض .

البند الثاني : وضع الحرب بين الطرفين عشر سنين، يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض .

البند الثالث : من أحب أن يدخل في عقد محمد - صلى الله عليه وسلم - وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، وتعتبر القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين جزءاً من ذلك الفريق، فأي عدوان تتعرض له أي من هذه القبائل يعتبر عدواناً على ذلك الفريق .


البند الرابع: من أتي محمداً - صلى الله عليه وسلم - من قريش من غير إذن وليه ـ أي هارباً منهم ـ رده عليهم، ومن جاء قريشاً ممن مع محمد- صلى الله عليه وسلم - ـ أي هارباً منه ـ لم يرد عليه!ّ
ثم ُدعي علي بن أبي طالب ليكتب مسودة المعاهدة، وكره سهيل بن عمرو ـ مبعوث القريشيين ـ أن يكتب في صدر الوثيقة " محمد رسول الله " وأبى عليّ بن أبي طالب، وهو كاتب الوثيقة ، أن يمحو بيده " رسول الله " ، فمحا النبي- صلى الله عليه وسلم -هذه الصفة بيده الكريمة، وأمر الكاتب أن يكتب " محمد بن عبد الله " .وهذا الموقف يدل على سماحته في التفاوض.. ثم تمت كتابة الوثيقة ، ولما تم الصلح دخلت قبيلة خزاعة في عهد رسول الله وكانوا حليف بني هاشم منذ عهد عبد المطلب، ، فكان دخولهم في هذا العهد تأكيداً لذلك الحلف القديم ـ ودخلت قبيلة بنو بكر في عهد قريش .

المطلب السادس: نموذج الصلح مع أهل خيبر :

لما استسلم يهود خيبر ( في المحرم 7 هـ / مايو 628)، في نهاية معركة رسول الله معهم صالحهم صلى الله عليه وسلم - ، وأعطاهم الأرض ، يَعْمَلُوا فيها وَيَزْرَعُوهَا، وَلَهُمْ شَطْرُ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا .
وفي هذه المصالحة - بهذا الشكل - رحمة وعفو كبيرين بأهل خيبر ..

فهم في الحقيقة يستحقون الإعدام ! فهم قد خانوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وغدروا وتحالفوا مع مشركي قريش سرًا، وأصبحت قيادات خيبر والفصائل اليهودية الأخرى عملاء وجواسيس لمشركي مكة وغطفان ..كل هذا إلى جانب أنهم السبب الرئيسي في تحزيب جيوش الأحزب، من كل حدب وصوب..
ولما أقدمت امرأة منهم على محاولة اغتيال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيث أهدت لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ(1).. وتُوفي اثر هذه المحاولة الفاشلة أحد الصحابة .. لم ينقلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أهل خيبر ولم يعمل فيهم القتل - كما يفعل بعض الزعماء في مثل هذه المواقف - إنما أثبت الصلح وأقر العهد .


المبحث الثالث

يتبع المبحث الثالث في الجزء الثاني غدا ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rajeh

Rajeh


عدد المساهمات : 41
تاريخ التسجيل : 02/02/2011
العمر : 37

الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1)   الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1) Emptyالأحد مارس 27, 2011 4:00 pm

الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1) 1235943015
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شوشو
Admin
شوشو


عدد المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 30/01/2011
العمر : 35
الموقع : في قلب الحبيب

الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1)   الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1) Emptyالسبت أبريل 02, 2011 11:27 am

يسلمو كتي رموضوع رائع جدا بارك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك يارب

شوشو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حارس ملاك

حارس ملاك


عدد المساهمات : 34
تاريخ التسجيل : 03/04/2011

الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1)   الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1) Emptyالأحد أبريل 03, 2011 5:45 pm


كلمات اجبرتني علي مشاركتكـ لاحساسي بصدقها

وايمانا مني بقلم يختار اجود المفردات

ماذا أقول لكـ يا سيد الحرف ومنبع المعاني

وبستان الكلام ..المعطره

لك كل مني خالص التحيه
مشكوور يا ابو الطيب
تقبل مروري حارس ملاك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية (2)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطرات الندى المنسية :: المنتديات العامة :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: